ZIZOLITA GHAZAL إدارة الموقع
عدد الرسائل : 386 العمر : 36 الموقع : www.moataz-abouzouz.1fr1.net المزاج : هادئة اعلام الدول : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : الأوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 74 تاريخ التسجيل : 14/11/2008
| موضوع: كيف تتذوق القرآن الكريم؟ الإثنين نوفمبر 17, 2008 3:29 pm | |
| [ هذا مقال طويل وجاد، يلزم لاستيعابه قراءته عدة مرات، ولكني برغم ذلك أطالبكم بالصبر عليه.. ذلك أنه يؤسس لكيفية تذوق جماليات القرآن الكريم.. وهو عرض لكتاب "التصوير الفني في القرآن الكريم" الذي حاول فيه سيد قطب أن يضع أيدينا على مفاتيح بلاغة القرآن الكريم، وتوصل إلى قاعدة "التصوير الفني" التي سار عليها في تفسير "الظلال" الذي شهد تطبيق هذه النظرية.. وبالنسبة لي فقد استفدت جدًّا من هذا الكتاب الذي غيَّر إحساسي بآيات القرآن تمامًا وجعلني أتشرب روعته وجماله.
لقد استحوذ القرآن على العرب وأجمع الكل على الانبهار به: المؤمنون به والكافرون.. اضطرب له الوليد بن المغيرة ولم يؤمن، فيما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الفور. لقد نظر البعض في جملة مزاياه ثم أجابوا، لكن هذا لا يفسر انبهارهم بقلائل السور التي لم يكن فيها تشريع ولا غيب ولا علوم.. في عصر الصحابة تحرجوا من تفسيره واهتموا بالعمل به.. وفي عصر التابعين نما التفسير نموًّا مضطردًا، ولكنهم كانوا يقتصرون على توضيح المعنى اللغوي، ثم أخذ البحث يغرق في مباحث فقهية وجدلية ونحوية وصرفية وتاريخية وأسطورية بدلاً من البحث عن الجمال الفني الأصيل فيه.. وتفاقم الأمور سوءًا في عصور الانحطاط.
وفي كل الأحوال فإن إدراكهم لمواضع الجمال بقي متفرقًا دون أن يصلوا إلى مرحلة إدراك الخصائص العامة أو الأسلوب الموحد.. هذا الشيء الذي يمكن أن نطلق عليه: التصوير الفني في القرآن الكريم..
إن لهذا الكتاب طريقة موحدة في التعبير عن مقاصده، سواء كان هذا القصد تبشيرًا أو تحذيرًا، قصة وقعت في الماضي أو حادثًا سيقع في المستقبل، وصفًا للحياة الدنيا أو الأخرى، هذه الطريقة الموحدة هي التصوير الفني في القرآن الكريم.
الصورة في أسمى معانيها
إن التصوير هو الأداة المفضلة في القرآن الكريم فهو يحوّل المعنى إلى صورة فإذا هي تصبح واقعًا أمامك، والأمثلة هي كل القرآن تقريبًا فيما عدا التشريع..
على سبيل المثال: حينما يريد القرآن أن يعبر عن "معنى" أن الكافرين لن ينالوا قبولاً من الله فإنه لا يقولها مباشرة وإنما حولها إلى صورة: "إن الذين كفروا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط..."، والجمل هو الحبل الغليظ، فيدع للذهن البشري أن يتخيل صورة حبل غليظ لا يدخل في فتحة الإبرة الدقيقة مهما حاولت، وبذلك يتأكد المعنى المطلوب حينما تحول من معنى ذهني إلى صورة فنية..
وحينما يريد أن يعبر عن ضياع أجر الكافرين فإنه لا يعبر عنها بطريقة تقريرية وإنما برسم صورة فنية "مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف..."، فيدع للذهن أن يتخيل حركة الريح تذرو الرماد فيتبدد بددًا..
ويريد أن يقول إن الصدقة التي تبذل رياء لا تثمر عند الله فيصورها هكذا "فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدًا..."، فيرسم لنا الخيال صورة حجر صلب غطته طبقة رقيقة من التراب فظنت فيه الخصوبة، فإذا بوابل من المطر يتركه صلدًا بدلاً من أن يهيئه للخصوبة والنماء.
أما الوجه الآخر فهي الصدقات التي تبذل ابتغاء مرضاة الله فيصورها هكذا: "كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل..."، فالوابل مشترك في الحالتين، ولكنه في الحالة الأولى يمحق ويمحو وفي الحالة الثانية يربي ويخصب.
وإذا أراد أن يقول إن الله وحده يستجيب لمن يدعوه فيما لا تملك الآلهة الثانية شيئًا يجعلها في هذه الصورة: "والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه..."، وهي صورة للحماقة في أجلى صورها.
ويعبر القرآن عن ضياع عمل المشركين بقوله تعالى: "ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق"، وقس على ذلك القرآن كله فيما عدا التشريع، فهو لا يكتفي بذكر المعنى الذي يريده، بل يجعله في صورة مجسمة مرسومة. وهناك وحدة الرسم تحتم التناسق بين أجزاء السورة، فإذا قرأت سورة الفلق وجدت أن الجو المراد إطلاقه هو جو التعويذة، بما فيه من هيمنة وخفاء؛ لذلك ناسبه جو الشر والليل يتغلغل ظلامه، ونفث الساحرات في العقد، والحسد الباطني المطمور في ظلام النفس.. فالجو كله ظلام وغموض ناسبه استخدام لفظ الفلق، وهو مرحلة تجمع بين النور والظلمة ولها جوها الغامض المسحور.
وقد عبّر القرآن عن الأرض قبل نزول المطر مرة بأنها هامدة ومرة بأنها خاشعة، وقد يفهم البعض أنه مجرد تنويع في التعبير، لكن الحقيقة أن السياق اختلف في المرتين.. ففي السياق الأول جو بعث وإحياء وخلق ناسبه وصف الأرض بأنها هامدة، ثم تهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج.. "يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة... الآية"، ثم قال تعالى في نهاية الآية: "... وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج". أما السياق الثاني فجو عبادة وخشوع ناسبه تصوير الأرض بأنها خاشعة: "ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون * فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون * ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت..."، ثم لا يزيد على الاهتزاز والرَّبْء الإنبات والإخراج كما زاد هناك؛ لأنه لا محل لهما في جو العبادة والسجود.
تصوير اللمسات العريضة
ويستخدم القرآن في التصوير اللمسات العريضة: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت"، فهذه ريشة تجمع بين السماء والأرض والجبال والجمال في مشهد واحد مستمد من الطبيعة والحياة، ملحوظ فيه الضخامة والأجزاء الموزعة بين الاتجاه الأفقي في السماء المرفوعة والأرض المبسوطة، والاتجاه الرأسي في الجبال المنصوبة والإبل الصاعدة السنام.
وقد تتسع الرقعة في الزمان والمكان والحاضر والغيب ما بين الساعة البعيدة المدى والغيث البعيد المصدر، وما في الأرحام الخافي عن العيان، والرزق المغيب في المجهول وموضع الموت، لكنها تجمع كل أطرافها عند نقطة الغيب المجهول: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت...".
وهكذا تتكشف للناظر في القرآن بعض آفاق من التناسق والاتساق فمن نظم فصيح إلى سرد عذب إلى معنى مترابط إلى لفظ معبر، إلى تصوير محسوس إلى موسيقى منغمة إلى اتساق في الأجزاء والإطار والموسيقى والإخراج.. وبهذا كله يتم الإبداع ويتحقق الإعجاز.[img] | |
|
فاقدة_السعادة مراقب
عدد الرسائل : 86 العمر : 38 المزاج : حزين السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 01/01/2009
| موضوع: رد: كيف تتذوق القرآن الكريم؟ السبت يناير 03, 2009 2:39 am | |
| شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا لك وجزاك الله خيرا | |
|
وريقة الحناء مشرف
عدد الرسائل : 180 العمر : 31 اعلام الدول : المهنة : الهواية : الأوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 17/11/2008
| موضوع: رد: كيف تتذوق القرآن الكريم؟ السبت يناير 24, 2009 3:47 pm | |
| | |
|
سنوات الضياع مراقبة الأقسام
عدد الرسائل : 431 العمر : 36 المزاج : عصبيه احيانا اعلام الدول : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : الأوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 6 تاريخ التسجيل : 03/01/2009
| موضوع: رد: كيف تتذوق القرآن الكريم؟ الإثنين يناير 26, 2009 7:45 pm | |
| شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا لك وجزاك الله خيرا | |
|
fatilino عضو مميز
عدد الرسائل : 363 العمر : 38 اعلام الدول : المهنة : الهواية : الأوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 15/11/2008
| موضوع: رد: كيف تتذوق القرآن الكريم؟ الثلاثاء يناير 27, 2009 5:00 pm | |
| | |
|
ساندرا عضو مميز
عدد الرسائل : 78 العمر : 37 المزاج : زعلانة المهنة : الهواية : الأوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 01/01/2009
| موضوع: رد: كيف تتذوق القرآن الكريم؟ الأربعاء يناير 28, 2009 5:14 am | |
| شكرا اخي رشيد واللهم اجعلنا من حفظة القران | |
|