بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
]
الشيخ احمد الوائلي
]اسمه ونسبه :
الشيخ الدكتور أحمد بن حسّون بن سعيد الليثي الوائلي .
ولادته :
ولد الشيخ الوائلي في السابع عشر من ربيع الأوّل 1347 هـ بمدينة النجف الأشرف .
دراسته :
واصل دراسته بجدٍّ واجتهاد في المدارس الرسمية ، ثم التحق بكلّية الفقه وتخرّج منها ، وانتقل إلى بغداد لمواصلة دراسته في معهد العلوم الإسلامية ، ونال منه شهادة الماجستير .
ثم سافر إلى القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية ، وهو مع جميع هذه المراحل الدراسية الشاقّة كان يصعد أعواد المنابر للتوجيه والإرشاد والدعوة .
ويساهم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية ، ويشنف الأسماع بأدبه الجَمِّ ، وقريحته الوقّادة ، وشاعريته الحية ، التي تهز النفوس وتطرب المشاعر .
وأقام في السنين الأخيرة في الشام لدوافع سياسية ، واستمر في التأليف والتصنيف والبحث
وفاته :
عاد الشيخ الوائلي ( رحمه الله ) إلى أرض العتبات المقدّسة ، بعد فراق دام أكثر من عقدين من الزمن ، لينهي بذلك معاناة الغربة والفراق ، لكن المرض الذي كان يعاني منه لم يهمله طويلاً ، فتوفّي في الرابع عشر من جمادى الأُولى 1424 هـ بمدينة الكاظمية ، ودفن بمدينة النجف الأشرف
في رحاب الرسول
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
[
]أتيتك بالاشواق أطفو و أرسب وكلي آمال وكلك مطلب
ملكت على بعد الديار مشاعري فأنت إلى ذهني من الفكر أقرب
إلى أن دنت مني الديار وأصبحت قبابك في عيني تهل وتغرب
تلاشت حدودي في حدودك والهوى توحد أشتات به وتذوب
قعدت وما إلاك عند مشاعري فأنت بها فكر ودين ومذهب
قطعت إليك البيد شاسعة المدى إذا ما تقضى سبسب جد سبسب
تخايل فيها الرمال أن صار معبراً إليك و دربٌ للحبيب محببُ
و لاح عليه رسم أخفاف ناقةٍ غزوتَ عليها يوم لله تغضب
و قافلة ما زال رجع حدائها يغرد في بدر و أحد و يطرب
عليها من الصحب الكرام عزائم الى الأن بالصحراء منها تلهبُ
يقود بها للفتح فكرٌ معمقٌ و يحدوا بها للنصر سيفٌ مجربُ
و ما قام مجدٌ أو تسامت حظارتٌ بغير النهى يفتن و السيف يضرب
****
و لما وطأت المسك من أرض طيبةٌ و هب عبير من شذى الخلد أطيب
و أقحمت طرفي لجة النور لوحت شمائل أشهى من خميل و أعذب
تخيلت عشراً من قرون و أربعاً ستبعد طرفي عن رؤاك و تحجب
و لكن رأيت الأمس عندي بسحره ثريٌ كما يهوى الجلال و يطلبُ
كأن السنين الذاهبات و بعدها مرايا بها تدنو إلي و تقرب
و لملمت طرفي من سناك و لمعِهِ كذا الشمس تعشوا العين منها و تتعب
و راودت فكري أن يعيك فأده بأنك أوفى من مداه و أوسعُ
فأويت للذكرى يمس سلافها فمي فإذا يريق لها يتحلب
وهومت للأصداءِ تُسكر مسمعي بأنغامها فالدهر هيمان مطرب
*****
سماحاً أبا الزهراء أن جئت أجتلي سناك وأستهدي الجلال وأطلب
إذا لم تؤمل فيض نورك ظلمتي فمن أين يرجو جلوة النور غيهب
وإذا لم يلج ذنبي ببابك خاشعاً فمن أين يرجو رحمة الله مذنب
ومثلك من أعطى ومثلي من اجتدى فإن السما تنهل والأرض تشرب
و ما عند باب الأنياء معرَّة فليس على من أمَ بابك معتب
أهبت بنقصي فاستجار بكامل إلى ذاته ينمى الكمال و ينسب
و أغرى طلابي أن فيض معينه مدى الدهر ثر ما يجف و ينضب
و عفرت خدي في ثرى مس عفره لجبريل في جنحيه ريشٌ مزغب
و فيه محاريبٌ لآل محمد بهن ضراعاتٌ الى الله تنصب
و أثار أقدام صغارٍ و مهجعٍ الى الحسنين الزاكيين و ملعب
و صوت رحى الزهراء تطحن قوتها إلى جلد كبشٍ حيث تجلس زينبُ
رؤى سوف يبقى الدهر يروي جلالها و تبقى على رغم البساطةِ تأشب
****
عهدتك و القرآن نور و حكمةً يشد إليه التائهين و يجذب
و أنت عطاءٌ كلما إحتاجت الدُنا إلى مكسب ٍ منه تولَّد مكسب
و أنت طموح نال كل ممنَّع و لم يرضه من غارب النجم منكب
و أنت شموخ في النوائب مرقل على عزماتٍ كلهن توثُّب
فمالنا لا نجتليك بتيهنا و أنت لنا نبعٌ و روضٌ مخصبُ
فقد يكتفي في تافه الزاد كاسل لأن كريم الزاد مأتاه متعب
****
فهبنا أبا الزهراء قوتاً فلم يعد بمزودنا ما يستطاب و يعذب
و ردلنا هذا الأصيل لفجرنا الى النبع يهمي النور ثراً و يسكب
و سدد خطانا في الطريق فدربنا طويل على أقدامنا متشعب
تحياتي[/size]